القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد بالفيديو| حكاية الصياد والعفريت

 

شاهد بالفيديو| حكاية الصياد والعفريت

مهمتنا في هذه الحياة أن نرمي تلك الصنارة و نعد أنفسنا جيدا لالتقاط غنيمتها في يوم ما كما يفعل صديقنا الصياد على ضفاف البحر الأسود.

حكاية صياد

لازلت أذكر ذلك اليوم جيدا، اليوم الأخير من زيارتنا لمدينة أوردو التركية _مدينة صغيرة تقع على ضفاف البحر الأسود _ خرجت برفقة أختي مبكرا مع شروق الشمس متجهين إلى الساحل المجاور لفندقنا؛ لعلنا نلملم شيئا من ملامحها فتسعفنا بشيء من ذكرياتها حينما نعود .

عندما وصلنا إلى الساحل بدأت أتأمل في جمال ذلك المكان ، هواء البحر و نسيمه العليل يأخذك إلى عالم مختلف ، وصمت جميل في حضرة نوارسه ، شمس ذلك المكان التي احتلت بدايات سمائه فأضفت ببريقها على أمواج البحر فزادته لمعاناً، في كل مرة أسافر فيها و أتأمل في هذا الكون العظيم يزداد يقيني بأن وراءه خالقٌ مبدعٌ عظيم ، أحسن كل شيءٍ خلقه سبحانه .


شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

فى حالة عدم فتح الفيديو مباشر ادخل من هنا

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

جلست على حافة الساحل أتفكر في كل من حولي من كائنات ، لم ألمح سوى الصياديين من بني البشر ، كل منهم يحمل صنارة و دلو فارغ يلملم فيه غنيمته بعد يوم طويل ، يرمي الواحد منهم صنارته بين أمواج البحر الأسود لتبدأ رحلة الانتظار هناك ؛انتظار ملء ذلك الدلو بسمكات صغيرة ، لا أدري كم من الوقت يستغرق مكوثه هناك و لا أدري هل سيملؤه في نهاية اليوم أم لا ، هو فقط يستودع صنارته بين أحشاء البحر الأسود عند خالقه و يمكث .

تسائلت بيني و بين نفسي كم نحن بحاجة إلى شعور الطمأنينه ذاك ، الذي يراود صاحبنا في كل مرة يرمي فيها صنارته ، كم نحن بحاجة إلى أن نكسر شعور اليأس و الإحباط في كل مرة عدنا بدلو فارغ ، نعم هي طبيعة بشرية تسكننا فصدق الله عندما قال :" إن الانسان لربه لكنود " _ أي جحود ينسى النعم في حضرة البلاء _ فإذاً هي طبيعة بشرية في نفس الإنسان بحاجة إلى ترويض و تهذيب ، فلا أعلم حقا كم احتاج صاحبنا من وقت ليتسلح بتلك الطمأنينه في كل مرة ينهض من جديد ليرمي صنارته في مكان آخر ، و لكنني على يقين أنه جاهد نفسه في كل لحظة انتاب الى قلبه شيءٌ من القنوط و التعب .

نعم هي الحياة كذلك مهمتنا فقط أن نرمي الصنارة و نترقب ، لا تدري في أي يوم و في أي لحظة تأتيك بغنيمتها ، قد تبدو في ظاهرها مهمة سهلة يسيرة ، ولكن حقا ما أصعبها من مهمة !، تحتاج إلى محاولات عديدة ، يتخللها اليأس تارة، و يعاود الأمل لدق أبوابها تارة أخرى ، مهمة تحتاج إلى الكثير من تهذيب النفس و الصبر الجميل الذي يرافق الدعاء في كل لحظة و حين .

مر الوقت سريعا فاضطررت لأودع المكان حاملة معي الكثير من الخواطر عن تلك السويعات القليلة هنا ، التقطت تلك الصورة في أثناء مغادرتي الساحل ، صورة اختزلت الكثير الكثير ، كل منا يرويها بأسلوبه ، حكايات لصيادين قد لا نحفظ ملامح وجوههم ، عبروا من هنا و نثروا صناراتهم و تركوا لنا رواية تلك الحكاية لنهايتها.

تعليقات

ليصلك كل جديد تابعنا بالضغط على الصورة

اضغط لمشاهدة الفيديو