خواطر.....ماذا قالت الوجوه ؟
ماذا قالت
الوجوه ؟
صباح بارد
، وجوه كثيرة و عيون تتلألأ مع قبلة شمس [
صباحات جانفي ، 2022 - في انتظار باص الجامعة ]
ماذا
تُخبرك تلك الوجوه التي تراها كل صباح
في الشارع
، و عند مفترق الطرق ..
في الدكانة
و تلك التي تستقبلك عند ركوب الحافلة ..
الكثير من
التعابير و الايحاءات أليس كذلك ؟
هل فكرت
يوما في تحليلها ؟ هل أطلت النظر و حاولت قراءة ما وراءها ؟
هنا ، أرى
وجوها أنهكها الزمن بتحدياته و لازالت تكافح في سبيل الحياة و ابراز الانتماء لهدا
العالم ، تتمسك بشدة بكل شيئ أحبته
و اخرى
تجردت من كل ما يمكن قراءته تراه ماذا تخفيه ؟
هل هي
حكاية مغترب ، غياب قسري عن البيت ، يعرف الطريق ولكن لا يقو على العودة ، قصة
طالب جامعي رهين لدراسته لسنوات عديدة في هذه المدينة الكبيرة بعيدا عن أهله من
دون حول و لا قوة .
بيدَ أن
الكمامات تغطي جل الوجوه إلا أن للعيون لغة يستحيل تجاوزها .. هاتان مسلوبتان من
الراحة و النوم ، أراهن أن هذه الفتاة من ممتحني طلاب السنة الرابعة لهذا اليوم .
و أخرى من
بعيد تلمع ، تلك تبدي عكس ما تخفيه و كأنها اجابة لسؤال غير مفهوم أو رد متأخر عن
لوم أو عتاب .
ضاعت
الوجوه بين زحام الراكبين ، تشابكت الملامح و اختلفت القصص الا أنها تشاركت في
اختيارها لارتداء قناع الهدوء .
مرة أخرى ،
يقع ناظري على وجه يقابل النافذة ، لعله يحاول لاختباء ، أن لا يلمحه أحد ، هذه
حمى التفكير أم لعنة الوجود و مشاكل الحياة ألف فكرة في ربع ثانية متعب جدا ..
هل هو ثقل
الحياة أم إنه الانسان النسبي في كينونته الحرة التي لا تنصاع للقيود و لا
الماديات تحاول إيجاد متنفس ؟
[ الحافلة
تصل إلى محطتي ، حان وقت النزول .. الساعة الآن 7:34 صباحاً ]
ألاحظ سهوا
انعكاسي على مرآة السيارة هنا ، أحاول الآن تجسيد قراءة ذاتية لذاتي ماذا يقول
وجهي ؟ و بماذا تصيح عيناي ؟ أطلت التأمل حتى قاطعتني سيدة مسنة تحاول المرور ..
حاولت مرة اخرى ؛ تارة يبدو هادئا و أخرى متمرداً ، يحاول اخبارك بقصة ، هل هو
يبكي أم يضحك .. يوهمك بالدهشة و اللمعان وبأنه ليس خائفا يقول أنه لا يخشى
البدايات سيرسم خط البداية و ينطلق ، مغامرة أخرى جديدة ها ؟ لا يمل عن كونه كذلك
..
ربما هو
وجهي ، لكنها النسخة اللااعتيادية ، غائب في مكان اخر ، بوجوده هنا بعالمكم منكسر
و تائه ، يتحرك يهيم و كل العالم حوله قد تغير .
كم من
الحكاية مختبئة ، لا تجد الراوي و لا المستمع هي حكايا كثيرة لا تنتهي ، لا تنتهي
أبدا مادامت قابلة أن تروى .
تعليقات
إرسال تعليق
نتشرف بتعليقاتكم على مجلتنا